فلسفة في الحب
بلا شك أن كل آدمي أحس بهذه العاطفة وتفاعل معها، فهي فطرة أودعها الله في النفس البشرية فلا أنفكاك من الأحساس و الشعور بها. وحب الأشياء من حولنا له دلالات كثيرة ومعاني كبيرة.هناك الكثير من الذين كتبوا حول هذه الكلمة وخاضوا في لججها ومعانيها وقصصها،،، هنا اكتب لكم ما وصلت إليه قرارة نفسي في هذا الموضوع، هو إجابة على السؤال الذي يقول هل "يجب" أن يحدث حب بين الشاب والفتاة قبل أن يتزوجا؟ أي هل لابد أن يكون هناك حبُ قد حصل بين الرجل والمرأة لكي يكون زواجهما ناجحاً؟الرجل عندما يحب امرأة ما سواءً نظر إليها أو كلمها أو تعامل معها وحدث حب بينهما فإن هذا الحب ناشئ من أن الله سبحانه وتعالى ركب في الرجل والمرأة فطرة وغريزة حب الميل إلى الجنس الآخر، فالحب فطرة وغريزة ركبها الله في النفس البشرية شأنها شأن الفطر الآخرى التي جُبل وركب عليها الإنسان، وهذي الفطر بالإمكان أن تستمر وتنمو وبالإمكان أن تُمسخ، كفطرة أن الإنسان يولد موحداً لله تعالى والتي من الممكن أن تُهود أو تُمصر أو تمجس...كذلك فطرة الحب بإلإمكان أن تنمو وتزدهر وتزداد وبالإمكان أن تضمر وتضمحل وتتبدد... فإذا ما سُقي الحب بوسائل الحب من كلام منمق وتفاعل رائع و نظرات وبسمات وغيرها من الوسائل فسنراه ينمو ويكبر والعكس صحيح إذا ما هُجرت وسائل الحب وبدلت بالسب والشتم وغيرها فنراه يموت ويتلاشى. والأكثر من هذا في جانب فطرة التوحيد يمكن أن يذهب الإنسان بها إلى الجانب المظلم إذا ما تناولتها أيدي الظلم فنرى الإنسان يشرك بالله تعالى أو يجحد وجوده جل وعلا،،كذلك الحب يمكن أن يتحول إلى كره وبغض وعداوة و يصبح الشي المحبوب سابقاً مكروه لاحقاً من قبل نفس الإنسان ،،، من هذا يتضح أن الرجل بالإمكان أن يحب أي امرأة أخرى وهي بإمكانها أن تحب أي رجل آخر غير الذي أحبوا سابقاً،، ويتضح أن مسالة وجود الحب قبل الزواج ليس بالأمر الضروري بل المهم في ذلك الصفات والأخلاق...خلاصة الأمر أن التفاعل في نمو الحب مطلوب بلا شك و الأهم أن نعلم كيف ينشى الحب.أنا لا أدعوا هنا إلى ما يدعوا إليه الغرب من وجوب إقامة علاقة قبل الزواج والتي يخوضوها – كما يدعون - لكي يكتشفوا إن كانوا يصلحوا لبعض قبل الإقدام على الزوج. أولئك قد تعفمت فطرهم فأصبحوا يروا ما خالف الفطرة هو الصواب وما زاغ عن البصر هو الهدفهناك من يقول أن الحب ينقذف هكذا إتجاه المحبوب بلا أدنى مقدمات أي لا يحتاج أن يكون هناك تفاعل بينهما فهو أمر عاطفي بحت لا دخل للإنسان فيه بتاتاً، وإنما القلب هو من يتحكم بالأمر،،أقول إبتداءً أن الأمر أيظاً مرده إلى الفطرة، فالفطرة هي عوامل أولية غرسها الله تعالى في النفس البشرية وجبل عليها الإنسان وطبع بها، لذلك وبلا أدنى شك أن هناك تفاعل قد حدث لجعل هذا المحبوب يلاقي كل هذا الحب أو قد يكون هناك ( قناعات مسبقه ) إتجاه أمر معين وهذا أيظاً ( تفعال ) لآن التفاعل أيظاً يتم غرسه منذ نعومة أظافر الإنسان بكل الوسائل التي نتصورها كالبيئة والمجتمع و الوالدين و التعليم وغيرها من الوسائل التي تحرك فطرة الإنسان منذ شهوره الأولى وهذا ما يفسر لنا السؤال ( كيف نكره شيئاً وهو محبوباً لدى الناس) أي قد يرى رجلاً أمرأة ولا يتحرك قلبه إتجاهها بأدنى ذرة حب،،، وقس على ذلك باقي الأمورلذلك أقول أن غرس المباديء والقيم والأخلاق بما تقتضيه الفطرة السوية في المرحل السنيه الأولى من عمر الطفل أمر ضروري جداً جداَ، لأنه أولاً لا تزاحمه قناعات أخرى، فهو صفحة بيضاء تشكلها كيفما شئت، وثانياً لأنه مؤثر قوي وفعال يدوم إلى آخر العمر.