بسم الله الرحمن الرحيم
حياتنا وأعناق الزجاج
بالأمس القريب كنا على موعد مع الاختبارات النهائية من الشهادة العامة لتعليم العام والتي ستحدد مصير ما يقارب 60 ألف طالب وطالبة، وأذكر فيما أذكره أن نظام التعليم العام بنسخته الجديدة يتم تطبقه لأول مرة معنا 2004- 2005،،، وبعد أن استمرت الإمتحانات ما يقارب الأسبوعين وتنفسنا الصعداء عند نهايتها،، بدأنا ننتظر ونترقب ظهور النتائج التي بموجبها سوف تحدد موقعنا على خارطة المرحلة الجامعية والتي ستخرجنا من عنق الزجاجة،،، هذه الزجاجة التي مكثنا فيها اثنتا عشرة سنه،،، والآن وبعد أن وصلنا إلى عنقها وشارفنا على الخروج منها – وكما هو معلوم أن عنق الزجاجة كثيراً ما يصعب الخروج منه- ظهرت النتائج،،، فرح بها من فرح وأصاب الحزن بنابه من أصاب وبدأنا معها رحلة البحث عن الصرح الأكاديمي الذي سوف يُشبع أحلامنا وتطلعاتنا، هذا الصرح الذي سنضع به أقدامنا لذهاب إلى المستقبل الذي رسمناه طوال السنوات الماضية،،،كان قدر فئة كثيرة من الطلبة أن يكونوا مع نظام جديد أخر لم تتضح معه الرؤية بعد،،، سموه بالكليات التخصصية،،، سرنا مع الركب إلى هذا النظام الذي بداء لنا رائعاً ومشرقاً والذي عقدنا عليه الكثير من الآمال التي سوف تلبي ما حاك في نفوسنا من آمال وتطلعات، طبعاً بدأ لنا رائعا من خلال ما رأيناه من برنامجه الرائع الذي سيقدمه لنا،،، وبداء لنا فريداً من نوعه لأنه يحمل معه الكثير من التخصصات التي يتمنى الطالب أن يجد إليها سبيلا،،، وبداء لنا مدهشاً لأنه بالفعل حمل معه الكثير من الغموض والتحدي،،، ما أشبه الليلة بالبارحة،، نحن على مقربة من نهاية عنق زجاجة آخرى،،، يا لله إلا تنتهي هذه الأعناق!!!، نعم نحن على موعد مع الإمتحانات النهائية لهذا العام والذي سوف ينقلنا بدوره إلى السنة النهائية والتي سنكون معها على المحك مع العالم الخارجي – أعني محك العمل والعطاء- نعم نحن في نهاية عنق الزجاجة لهذه السنوات التي قضيناها مع البرنامج والنظام الجديد الذي كنا فيه عنوان التطبيقية وحملة اللواء،، نتلقى الضربات الأولى ونحمل المشاعل التي تهتدي بها الأجيال اللاحقة،،، استطعنا من خلال تبؤنا صدارة الدفعات أن نرسم ولو جزءًَ يسيراً من هوية هذه الكليات، وهوية هذا البرنامج،، و لا أشك طرفة عين أن هذا سوف يسسطر لهم بحروف التبر على صفحات اللجين في تاريخ هذا البرنامج،،،مضت السنوات بحلوها ومرها والتي كانت لها نكهة خاصة وطعم رائع جداً، وشعور بالتحدي والإثارة تارة وبالتفاؤل تارة أخرى،،، وهذا ما خالج النفس وجاد به القلم وأنا أسطر بيراعي ما حق أن أسطره عن هذا الصرح الذي قدر لنا أن نكون معه منذ نعومة أظافرة وحداثة سنه،، لنرسم شي من معالمه ونضفي عليه شيءً من الجمال والهوية،،هذا الصرح الذي قدر لنا أن نكون زرعه الأول، فكان أن عانقت البذور تربتها الطيبة ونمت فيها بكل قوة وعزة، بكل شموخ وإباء، فأعطت ثماراً يانعه ذات بهجة، ثماراً حلوة المذاق، طيبة المنشأ كطيبة تربتها التي نمت عليها،،، شمخت لتك الشجرات الأربع بأفرعها الباسقة، كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وارفة الظلال كالدوحة الغناء التي لا تكاد تبين من بداخلها، معطرة بأزكى الروائح العطرة،،، والأن حان موعد القطاف ودنا موعد الحصاد،،، فنحن الأن على بعد سنة فقط من تخرجنا و لذا نحن نتأهب الأن لدخول باب آخر، ويبدو أننا سنلج زجاجة أخرى شئنا أم أبينا،،، ولكن أظن هذه المرة يجب أن نعي ما هية الزجاجة التي سنلج فيها،، ليس هذا فحسب،، بل يجب أن نعي ما هية كل الزجاج التي سوف نلج فيهن،، والأجمل أن نعرف كيف يمكننا الـتأقلم في كل هذه الزجاجات و كيف يمكننا الخروج من كل أعناق الزجاج على طول خط حياتنا التعليمية والعملية والإجتماعية،،،
تحياتي
بدر الشوكري
No comments:
Post a Comment